rania المدير العام
عدد الرسائل : 431 البلد : مصر ام الدنيا العمل : طالبه نشاط العضو : المزاج : PnbspPnbsp& : تاريخ التسجيل : 02/06/2008
| موضوع: قلبى لا يعرف سوى الحب 2008-06-24, 5:38 pm | |
| سألها أسامة:مابك؟لماذا توقفت؟ألن نصعد نحو الجبل؟. عضت على شفتها حتى كادت أن تدميها وهي تشعر بشيء يعتصر قلبها سألته بصوت مخنوق:أيعجبك الصعود الى القمة؟. رد بعفوية:نعم،أحب أن أجلس معك على المقعد الحجري لنتفرج على البلدة من القمة. زادت آلامها وحزنها وهي تتذكر جلساتها مع حبيبها على ذلك المقعد. طردت الذكريات من رأسها وحاولت أن تكون قوية وقالت:إذن لنذهب. جلست مع خطيبها في نفس المكان والذكريات تحاصرها من كل جهة..كانت تتخيل جان بيير بأبتسامته التي طالما سحرتها . جاءها صوت أسامة وهو يقول:داليا..تبدين شاردة وحزينة. خفضت عينيها ولم تجبه..بدا القلق على الشاب ليسألها:أهناك شيء ما تودين إخباري به؟. بلعت داليا ريقها بصعوبة وهي تحاول أن تستجمع قوتها لتقول بأرتباك:لا أريد أن أخدعك. صدمته كلماتها ليسألها :لم أفهم ،ماذا تعنين؟. رفعت رأسها لتنظر اليه :يجب أن أحكي لك كل شيء عن حياتي...لا أحب أن أخدعك. زاد قلقه وتسارعت دقات قلبه ليقول:تكلمي أرجوك. قالت له:لست الأول في حياتي. توترت عضلات وجهه وهو يسألها:ماذا تقصدين؟. قالت بصوت أجش:كنت أحب شاباً فرنسياً يعمل معي وقد تقدم ليتزوجني بعد أن أتفقنا أن يصبح مسلماً.لكنه..... قاطعها بحدة:لكنه خدعك أليس كذلك؟. ردت:لم يخدعني ،ولكنه لم يستطع أن يغير ديانته ..لقد صعب عليه الأمر وإنتهى كل شيء. إبتعد عنها ليسألها دون أن ينظر اليها:هل حدث شيء بينكما؟. هبت من جلستها لتخاطبه بحدة:ليس من طبعي أن ألهو و أتسلى..ألم تعش معنا اسبوعين؟ هل رأيت مني تصرفاً يوحي بذلك؟. لم يرد فتابعت كلامها:لو كان يعلم اني فتاة لعوب ماكان تكبد عناء ترك دينه للزواج مني. عندما طال سكوته قالت بتوتر:يبدو انك قد اخطأت التفكير بي،عن إذنك. سارت عدة خطوات لتبتعد عنه ،ولكن يده قبضت على ذراعها وهو يقول:توقفي. وقف الأثنان ينظران الى بعضهما بصمت. قالت داليا:أعلم ان كلامي قد فاجأك ،ولكني فضلت أن أكون صريحة معك ..وأقسم لك أن شيئاً لم يحدث بيننا.. مشط شعره بأنامله بحركة عصبية وأحس بألم يغزو رأسه وقلبه. قال بحزن:هل موافقتك على الزواج جاءت لتحاولي نسيانه بواسطتي؟. أرادت أن تجيبه بصراحة ولكنها تذكرت أمها وماذا ستفعل لو ألغيت الخطوبة.. قالت وهي تحاول أن تبدو طبيعية:كلا،لأني قد نسيت الأمر كله. رقت قسمات وجهه ليكلمها بلطف:بالرغم مماقد حصل ،فأنا احترم فيك صراحتك.. ولو لم تكوني داليا التي أعرف انها الفتاة الأكثر نقاءاً وصدقاً لأنسحبت فوراً ونسيت الأمر كله. إبتسم لها وهو يقول :ماحدث اليوم يجعلني أتمسك بك أكثر. أشرقت إبتسامتها وهي تحمد الله في أعماقها على كل شيء.
بعد عدة أشهر.. إنطلقت داليا بسيارتها الصغيرة متوجهةً الى السوق،لتشتري حاجيات منزلية. بعد جولة ليست بالقصيرة أحست بالأرهاق لتعود الى شقتها. عندما فتحت الباب جاءها صوت أسامة:أهذه أنت حبيبتي؟. ردت بصوت عالٍ:نعم. وضعت الحاجيات في المطبخ لتتوجه الى حجرة النوم .وجدت زوجها نائماً في فراشه مغمض العينين.جلست بجواره لتسأله:هل تشعر بالتعب؟. فتح عينيه بصعوبة:نعم،هذه الكلية اللعينة حطمتني ،ليتني لم أدخلها. إبتسمت وهي تداعب شعره:إنها السنة الأخيرة لك لم يبق إلا القليل. إلتقط يدها ليطبع عليها قبلة رقيقة قائلاً:لولا وجودك في حياتي لكانت الأمور أصعب. ردت عليه مبتسمة:حسناً ،دعنا الآن من هذا الكلام واتركني لأعد لك الغداء. إعتدل في جلسته ليقول:كدت أنسى الطعام من شدة التعب،ماذا سنأكل اليوم؟. أجابته :اليوم سأعد لك طعاماً يليق بمناسبة عيد ميلادك. قال لها بسعادة:أنت زوجة طيبة ،وأنا اعلم ان الله يحبني فجعلك من نصيبي. فتحت حقيبة يدها لتخرج منها علبة متوسطة الحجم وتقدمها له. تناول العلبة ليفتحها ويرى الهدية التي كانت عبارة عن ساعة رجالية أنيقة. إقترب من زوجته ليضمها اليه بحنان ويداعب شعرها وهو يقول:أنت أجمل وأحن زوجة في الوجود،والمدة التي قضيتها معك منذ زواجنا هي أجمل أيام عمري. ليلاً.. نهض توني من مقعده وهو ينظر الى ساعة يده:يا إلهي ،إنها الثانية عشرة..لقد تأخر الوقت. قالت داليا:لم يتأخر بعد ..يمكنك المبيت هنا هذه الليلة . إبتسم توني :أنت الملومة،بسببك اتأخر دائماً قالت مترجيةً إياه:لاتذهب توني إبق معنا هذه الليلة..اليوم هو يوم عيد ميلاد صديقك أي إنها مناسبة تستحق الأحتفال حتى الصباح. قال قريبها :اعلم ولكن علي الذهاب ،إهتمي انت بزوجك ولاعليك. إبتسمت له داليا:اشكرك. غادر الضيف وقد ذهب أسامة معه ليوصله بسيارته. وضعت ماتبقّى من كعكة عيد الميلاد في البراد لتحمل مابقي على المائدة وتوجهت الى المطبخ. المطل على الصالة. بعد أن أكملت مهمتها توجهت الى حجرة نومها لتجلس أمام المرآة وتفتح علبة مجوهراتها..وقع بصرها على القلادة التي كان جان بيير قد أهداها لها. إرتعش جسدها وأحست بحاجة ماسة الى البكاء. يالسخرية الأقدار ..بالأمس كانت معه واليوم هي تبعد عنه بمسافات طويلة.
دخل أسامة على زوجته ليجدها على هذا الحال فسألها بأهتمام :مابها حبيبتي؟.أجابته بحزن وهي تحاول ان تبدو طبيعية:لاشيء فقط اشتاق لأمي وجدي. قال الزوج بلهجة مشككة:امك وجدك فقط؟.رفعت رأسها لتنظر اليه:من تقصد بكلامك؟ أجابها بضيق:تعرفين من اقصد.هبت من مكانها لتحاول الخروج من الحجرة ولكنه إعترض طريقها قالت له بنفاد صبر:لماذا تثيرني بذكرك للموضوع القديم بين فترة واخرى؟. إقترب منها ليلصق رأسه برأسها وهو يقول:أحبك وتكاد الغيرة تقتلني كلما فكرت بأنك احببت غيري إبتسمت له وهي تقول:إنه أمر لم يعد له وجود ،والآن انا زوجتك أنت ..أنت فقط.طبع قبلة على جبينها وهو يقول:أنت محقة أنا آسف.
مضت الأيام وداليا سعيدة بزواجها وبزوجها الذي كان يحبها ويرعاها وكذلك توني قريبها الذي كان يشعرها بوجود أمها وجدها معها ..ولكن بين الحين والآخر كان الزوجان يتشاجران بسبب جان بيير.. في صباح أحد الأيام أمطرت السماء بغزارة فتحت داليا عينيها بصعوبة وهي تسمع رنين الهاتف..مدت يدها بتكاسل وهي تنظر الى الساعة المعلقة على الحائط لتجدها تشير الى السابعة صباحاً. _نعم. _صباح الخير داليا. إعتدلت في جلستها وقد إنتابها القلق _صباح النور عمتي هيلين. _أرجو أن لا أكون قد أزعجتك ،ولكن هنالك خبر سيء. _ماذا؟هل حدث لأمي شيء؟ _كلا ،إنه جدك..لقد إنتابته أزمة قلبية ليلة أمس لينقل على اثرها الى المستشفى،ووالدتك معه. _يا إلهي ،وكيف هو الآن؟. _حالته غير مستقرة ..أقترح بأن تسرعي في المجيء. _سأحضر بأسرع وقت ممكن. أعادت السماعة الى مكانها لتضع يديها على وجهها وتجهش بالبكاء. خرج أسامة من الحمام ليصدمه حالها ليسألها بسرعة:مابك؟ماذا حصل؟ نظرت اليه وعينيها مغرورقتين بالدموع:ان جدي مريض جداً،من المحتمل أن يموت. ربت على كتفها قائلاً:إستعدي للسفر ،سأذهب الى الكلية وأعود ثم ندبر لك أنا وتوني مسألة السفر.. إستقر الجميع في ممر المستشفى ،إنشغلت هيلين في العناية بالأم المتشنجةالباكية،وأصرت داليا ان لاتترك جدها لحظة واحدة. دخلت حجرته وإندست بين الأطباء والممرضات. كانت أعصابها مشدودة وأحاسيسها جامدة ..لقد تذكرت يوم وفاة والدها . تضايقت من نفسها لأنها قد تذكرت ذلك. كان الجد قد أخذ يفيق من غيبوبته فتح جفنيه في تثاقل . أمسكت داليا يده وضغطت عليها :جدي الحبيب ..هذه أنا داليا بلل الجد شفتيه بلسانه وحاول الكلام ،ثم عاد فأطبقهما. بعد دقائق عاد ليفتح عينيه ،وعندما أبصر حفيدته بجواره همس في صوت خافت:أنت هنا ياداليا؟. حاولت أن تكبت النحيب في صوتها المختنق:أجل جدي. صمت قليلاً ليستجمع قواه ليتساءل :أين جانيت؟ ردت عليه:إنها في الخارج. قال بصعوبة:لم أكن أريد ان أتسبب لها في كل هذا الأزعاج. قالت له:لاداعي للكلام..إسترح.أرخى الجد جفنيه ليستسلم للنوم. غادرت داليا الحجرة متسللةً على اطراف اصابعها لتقبل على أمها وتحتضنها باكية. قالت الأم بصوت مبحوح:سأذهب اليه. قال الطبيب الذي كان يقف بقربهما:ليس الآن سيدتي..سترينه بمجرد أن يصحو.
دخلت داليا وأمها الى حيث يرقد الجد. سمعت الأثنتان صوت كلب ينبح خارج المستشفى ،فأنقبض قلب داليا وأحست بخوف من الليل ومن نباح الكلب،وشعرت بيد تعصر جوفهاوتفري عظامها لتسقط رأسها على صدرها وتذهب في إغفاءة .. عندما إستيقظت صباحاً،كانت الشمس تتسلل من النافذة وأصوات العصافير تزقزق في الأشجار المحيطة بالمستشفى. ألقت داليا نظرة على جدها فإذا هو راقد كماهو في شحوب واستسلام ،ونظرت الى أمها فإذا عيناها شاردتان في ذهول. فتح المريض عينيه بصعوبة وتلفت حوله لتهب داليا من جلستها وتمسك بيده قائلة: الحمد لله على سلامتك. إبتسم بصعوبة ليقول:الآن عرفت مدى حبك انت وأمك لي. شعر بألم كبير في صدره ليسكت لبعض الوقت ثم عاد ليقول:لقد وعدت حفيدتي أن أعيش حتى أرى أطفالها..وها أنا أحاول. قالت إبنته وهي تحاول أن لاتبكي أمامه:ستعيش أبي حتى تراهم. قالت داليا :سأذهب لأحضر الطبيب ليطمئننا عليك. خرجت داليا لتجد أحد الأطباء يقف في الممر ،فأقتربت منه وطلبت منه أن يأتي معها لغرض الأطمئنان على حالة جدها. رافقها ليدخل الأثنان حجرة المريض. فجأةً عبس وجه الجد ثم تقلصت عضلات وجهه وبدا مضطرباً. أحست داليا بشيء يعتصر قواها لتصيح:مابك جدي؟. أسرع الطبيب ودق جرس الحالات الطارئة وامتلأت الحجرة بالأطباء الذين كانوا يحاولون إنعاش قلب المريض بالصدمات الكهربائية. والجد يزداد شحوباً في كل لحظة. والأثنتان واقفتان في ركن في الحجرة تتابعان مايحدث وكأنهما تدوران في دوامةٍ عميقة. سمعت داليا نحيب أمها ،كأنه أنين المجروح ،وتذكرت نفس النحيب في منتصف ليلة سوداء في دمشق.تسللت من بين الأطباء وألقت نظرة على جدها فإذا هو فاقد لوعيه.. مسبل العينين ،وقد كست وجهه صفرة عجيبة. فجأةً نطق أحدهم بعد أن أمسك برسغ المريض:لا فائدة..لقد إنتهى الرجل. ركعت داليا بجوار الفراش مطبقةً بقبضتيها على الأغطية في إستماته وهتفت بصوت متحشرج: جدي حبيبي..لن تذهب هكذا ..ستشفى وسترى أطفالي كما وعدتني. تفرق الأطباء في سكون وصمت ،بلا صراخ وبلا عويل. مضت لحظة وهي ترقب الغطاء الأبيض المشدود على وجه جدهافي ذعرٍ شديد. قبل أن تمد يدها لتزيح الغطاءسمعت نحيباً يقترب منها إلتفتت لترى أمها وهي تترنح كالذبيحة. إندفعت داليا لترتمي في أحضانها وهي تصيح بصوت مخنوق:ماما..لن نتركه وحيداً،إنه يكره الوحدة.ضمت الأم إبنتها الى صدرها وهما تنوحان وتبكيان فقيدهما الغالي. وأخيراً إنتهت الدوامة الى منظر مخيف. منظر الركب السائر في بطء وتثاقل ،وقد حمل العزيز الراقد في الصندوق ليواريه حفرة بباطن الأرض.كانت الخضرة تكسو جوانب الطريق وقد بدت أسقف البلدة الحمراء على يمينه وعن يساره،وبدت الجبال بأشجارهاالمتكاثفة..وكانت رائحة الزهورتعطر الجو، ورطوبة الأشجار والحشائش تبلل هبات النسيم. توقف الركب بحمله.وأحست داليا بقواها تخور وبالأرض تميد بها.مدت يدها لتستند الى شيء قبل أن تتهاوى،فأقتربت منها كرستين وضمتها اليها بحنان. بدأت عملية الدفن والكل ينظرون الى الصندوق وهو ينزل الى الأسفل.ليرمي بعدها كل واحد زهرة عليه.كان جان بيير واقفاً يراقب مايحدث بصمت. ولكن المصيبة التي حلت ب داليا منعتها من رؤية اي شخص وأي شيء لم تكن ترى سوى الرجل الطيب القلب الذي أحبته كثيراً ،ورأت فيه تعويضاً لها عن حنان والدها ،والذي يرقد في باطن الأرض بعد أن كان سنداً لها ولوالدتها. | |
|
a7med عضو نشيط جدااا
عدد الرسائل : 162 العمر : 33 البلد : مصر الحبيبة الهوايه : الرسم العمل : طالب نشاط العضو : المزاج : PnbspPnbsp& : تاريخ التسجيل : 08/06/2008
| موضوع: رد: قلبى لا يعرف سوى الحب 2008-07-05, 10:52 pm | |
| والله قصه كتير حلوه تسلم ايدك تقبلى مرورى | |
|